الدسّ والتي أعقبها التحفّظ الشديد من قبل أصحاب الأئمّة عليهم السلام والسلف المتقدّم من علماء الطائفة في مقام نقل الحديث وروايته وتطهير الروايات عمّا دسّ فيها وإن كان لها الفضل الكبير البالغ في تحصين كتي الحديث عن أكثر ذلك الدسّ والتزوير ؛ إلّا أنّ هذا لا يعني حصول الجزم واليقين بعدم تواجد شيء ممّا زوّر على الأئمّة عليهم السلام في مجموع ما بأيدينا من أحاديثهم ، سيّما إذا لاحظنا أنّ العمليّة كانت تمارس في كثير من الأحيان عن طريق دسّ الحديث الموضوع في كتب الموثوقين من أصحاب الأئمّة عليهم السلام ، كما تشير إليه رواية يونس بن عبد الرحمن ، فربما كان بعض ما نجده في كتب الأحاديث اليوم من الروايات المتعارضة المختلفة هو من بقايا ذلك التشويه والدسّ الذي وقع في تلك العصور.
هذه هي أهم العوامل التي يمكن أن تذكر لتبرير حالات التعارض التي قد يواجهها الفقيه فيما بين الأحاديث الصادرة عن الأئمّة عليهم السلام» (١).
__________________
١. بحوث في علم الاُصول ج ٧ ص ٣٩.