عن قراره بعد أسابيع خوفاً من الوباء الذي عصف بها ؛ ولعلّه خوفاً من مؤامرات الضبّاط الأتراك في سامرّاء حيث توجد معسكرات الجيوش العبّاسيّة والتي تشكّل العناصر التركية فيها الغالبيّة الساحقة (١).
ولم تمض سوى بضعة أشهر على عودته إلى سامراء قام المتوكّل بجريمته الاُخرى في قتل العالم الأديب الكبير يعقوب بن إسحاق المعروف بـ«ابن السكّيت» وكان الأخير قد استقدم من بغداد للاشراف على تعليم أبناء الخليفة فسأله الأخبر قائلاً :
ـ يا يعقوب! أيّهما أحبّ إليك ابناء هذان ، أم الحسن والحسين؟!
فأجاب ابن السكّيت بشجاعة وبسالة :
ـ إنّ قنبراً خادم عليّ خير منك ومن ابنيك!
فانقض عليه الجلاوزة وأشبعوه ركلاً على بطنه واستلّوا
__________________
١. موسوعة العتبات المقدّسة جعفر الخليلي كتاب سامراء.