لاهل العمى فيهم شفاء من العمى |
|
مع النصح لو أن النصيحة تقبل (١) |
لهم من هواي الصفو ما عشت خالصا |
|
ومن شعري المخزون والمتنخل (٢) |
فلا رغبتي فيهم تغيض لرهبة |
|
ولا عقدتي من حبهم تتحلل (٣) |
ولا أنا عنهم محدث أجنبية |
|
ولا أنا معتاض بهم متبدل (٤) |
وإني على حبيهمو وتطلعي |
|
إلى نصرهم أمشي الضراء وأختل (٥) |
تجود لهم نفسي بما دون وثبة |
|
تظل بها الغربان حولي تحجل (٦) |
ولكنني من علة برضاهم |
|
مقامي حتى الآن بالنفس أبخل |
إذا سمت نفسي نصرهم وتطلعت |
|
إلى بعض ما فيه الذعاف المثمل (٧) |
__________________
١ ـ العمى يريد عمى البصيرة والجهل.
٢ ـ المخزون أي الشعر الجيد الغير مبتذل والمتنخل المختار.
٣ ـ تغيض أي تنقص من غاض الماء إذا نقص يقول : لا أدع إجلالي لهم يقل ومحبتي لهم تزول من رهبة.
٤ ـ أجنبية أي تجنبا يقال : إن في فلان لاجنبية إذا كان يتجنبك.
٥ ـ يقال فلان يمشي الضراء إذا مشى مستخفيا فيما يوارى من الشجر وهو أيضا : المشي فيما يواريك عمن تكيده وتختله يقال : فلان لا يدب له الضراء ويقال للرجل إذا ختل صاحبه ومكر به هو يدب له الضراء. واختل أخدع.
٦ ـ يقول : تجود نفسي بمعاونتهم بكل ما أصل إليه من الاقتدار بالقلب واللسان أملا أني لا أقدم نفسي للقتل فأصير غنيمة للغربان لانهم اكتفوا مني بذلك كما هو مفسر في البيت التالي.
٧ ـ الذعاف السم. والمثمل الناقع وأصل الناقع الثابت.