(١١) قوله عليه السلام : وملك
اسم المكان ، ولا يخفينّ عليك أنّ الميم فيه وفيما هو الأصل فيه غير أصليّة بل زائدة ، فالأصل فيه ملاءك ، ولذلك يجمع على الملائك والملائكة ، نقلت حركة الهمزة إلى اللام ، ثمّ حذفت لكثرة الاستعمال فقيل : ملك.
وقال بعضهم : بل أصله مألك بتقديم الهمزة من الألوك الرسالة ، فقلبت الهمزة مكان اللام ، ثمّ حذفت في كثرة الإستعمال للتخفيف فقيل : ملك ، وجمع على الملائكة. وقد يحذف الهاء فيقال : الملائك.
(١٢) قوله عليه السلام : ورومان فتّان القبور
رومان بضمّ الراء ، اسم ملك من ملائكة القبور ، وهو فعلان من الروم ، يقال : رامه يرومه روماً ، أي : قصده وطلبه ، وهو (١) روم له غير نوم عنه وما كان يروم أن يفعل كذا ، فرومته أنا أي : جعله يرومه ، ورايماً له وقاصداً إيّاه.
وفتّان : إمّا من الفت بمعنى الكسر والدقّ والرضّ ، والألف والنون مزيدتان ، يقال : ألمّ بي كذا ، أو سمعت ما ألمّ بفلان فأوجع قلبي وفتّ كبدي ورضّ عظامي ، وإمّا من الفتنة بمعني الإمتحان والإختبار ، على صيغة فعّال من أبنية المبالغة.
والنصب في رواية «س» على المدح ، أو بإضمار الفعل لإفادة الإختصاص ، أي : أعني.
__________________
١. في «ط» : وهم.