(٣٤) قوله عليه السلام : وأنت منتجعي
على اسم المفعول ، أي : أنت من أرجو فضله واُؤمّل رفده ، من انتجع فلان فلاناً ، أي : طلب معروفه.
وأمّا على نسخة «وإليك فمنتجعي» على اسم المكان ، فمعناه وإليك محلّ انتجاعي وموضع طلبتي.
(٣٥) قوله عليه السلام : كرثت
أي :إن اشتدّت بي الهموم وثقلت عليّ المكاره ، يقال : كرثه الغمّ ، أي : أثقله واشتدّ عليه وبلغ منه المشقّة.
وفي «خ» «ش» و «كف» كرثت على صيغة المجهول.
(٣٦) قوله عليه السلام : معرّة العباد
المعرّة : الإثم والأمر القبيح المكروه ، وهي مفعلة من العرّ.
(٣٧) قوله عليه السلام : وسمني حسن الولاية
وفي رواية «كف» بحسن الولاية. أشهر الروايتين فيه ضمّ السين من سامه يسومه سوماً إذا أولاه إيّاه ، أو عرضه وأورده عليه ، أو طلبه وأراده منه ، أو كلّفه وألزمه به ، أو من السومة والسمة والسيماء بمعنى العلامة (١) والأثر.
قال الراغب في المفردات : السوم أصله الذهاب في ابتغاء الشيء ، فهو لفظ مفرد لمعنى مركّب من الذهاب والابتغاء ، فاُجري مجرى الذهاب في قولهم سامت الابل فهي سائمة ، ومجرى الإبتغاء في قولهم سمته كذا ، قال الله تعالى (يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ). (٢)
ومنه قيل : فلان سيم الخسف فهو يسام الخسف ، ومنه السوم في البيع فقيل : صاحب السلعة أحقّ بالسوم ، ويقال : سمت الإبل في المرعى وأسمتها وسومتها ، قال عزّ وجلّ (وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ
__________________
١. في «ن» : الولاية.
٢. سورة البقرة : ٤٩.