(١٠) قوله عليه السلام : ومن شرّ كلّ مترف حفيد
أي : كلّ من أطغته النعمة ، وهو سريع مسارع إلى الشرّ والقطع ، من الحفد السرعة ، وسيف محتفد أي : سريع القطع ، أو كلّ مترف هو محفود ، وهو الذي يخدمه أصحابه ويعظّمونه ويسرعون في طاعته. على أن يكون فعيلاً بمعنى المفعول.
وفي نسخة «س» حقيد بالقاف ، ومعناه : كلّ مترف ذي حقد. والقاصرون قد اُشكل عليهم الأمر في هذا المقام.
و «مترف» على صيفة المفعول ، أي : كلّ متنعّم ذي مال ، على ما في التنزيل الكريم : (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا) (١) أي : أمرنا متولّيها ومتنعّميها بالطاعة والإحسان والمعروف وايتاء الزكاة.
أو كلّ طاغ بطر ، من قولهم : أترفته النعمة وسعة العيش ، أي : أطغته وأبطرته. وقد يراد بالمترف المنهمك في ملاذ الدنيا وشهواتها ، ومنه قوله عزّ من قائل : (إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُتْرَفِينَ) (٢).
حاشية اُخرى : و «حفيد» بالفاء بعد المهملة فعيل : إمّا بمعنى مفعول ، أي : محفود ، وهو الذي يخدمه أصحابه ويعظّمونه ويسرعون في طاعته ، أو الذي هو ذو حفدة ، أي : ذو خدم وأعوان ، أو الذي له حفدة ، أي : بنون وأولاد الأولاد وأقارب أحمّاء.
وإمّا بمعنى فاعل ، أي : حافد ، والمراد به كلّ من يسارع إلى الشرّ ويسرع في [الخطيئة و] القطيعة. وأصل الحفد السرعة ، وسيف محتفد أي : سريع القطع ، ومنه في الدعاء : إليك نسعى ونحفد. أي : نسرع في العمل والطاعة.
وفي نسخة «س» حقيد بالقاف أي : حاقد ، ومعناه : كلّ مترف طاغ بطر ذي حقد أو حقود ، على أن يكون الفعيل من أبنيته المبالغة. وبخطّ «كف» حقود مكان «حقيد» ، والقاصرون قد اُشكل عليهم الأمر في هذا المقام.
__________________
١. سورة الاسراء : ١٦.
٢. سورة الواقعة : ٤٥.