عَافِيَة أَلْبَسْتَهَا ، وَأَعْيُنِ أَحدَاث طَمَسْتَهَا ، وَغَواشي كُرُبَات كَشَفْتَهَا ، وَكَمْ مِنْ ظَنٍّ حَسَن حَقَّقْتَ ، وَعَدَم جَبَرْتَ ، وَصَرْعَة أَنْعَشْتَ ، وَمَسْكَنَة حَوَّلْتَ ، كُلُّ ذَلِكَ إنْعَامَاً وَتَطَوُّلاً مِنْكَ ، وَفِي جَمِيعِهِ انْهِمَاكاً مِنِّي عَلَى مَعَاصِيْكَ ، لَمْ تَمْنَعْكَ إساءَتِي عَنْ إتْمَامِ إحْسَانِكَ ، وَلاَ حَجَرَنِي ذالِكَ عَنِ ارْتِكَابِ مَسَاخِطِكَ ، لاَ تُسْأَلُ عَمَّا تَفْعَلُ ، وَلَقَدْ سُئِلْتَ فَأَعْطَيْتَ ، وَلَمْ تُسْأَلْ فابْتَدَأْتَ ، وَاسْتُمِيحَ فَضْلُكَ فَمَا أَكْدَيْتَ ، أَبَيْتَ يَا مَوْلاَيَ إلاَّ إحْسَانَـاً وَامْتِنَاناً وَتَطوُّلاً وَإنْعَامـاً ، وَأَبَيْتُ إلاَّ تَقَحُّماً لِحُرُماتِكَ ، وَتَعَدِّياً لِحُدُودِكَ ، وَغَفْلَةً عَنْ وَعِيدِكَ ، فَلَكَ الْحَمْدُ إلهِي مِنْ مُقْتَدِر لاَ يُغْلَبُ ، وَذِي أَناة لاَ يَعْجَلُ ، هَذَا مَقَامُ مَنِ اعْتَرَفَ بِسبوغِ النِّعَمِ وَقَابَلَهَا بِالتَّقْصِيرِ ، وَشَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ بِالتَّضْيِيْعِ. أللَّهُمَّ فَإنِّي أَتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِالْمُحَمَّدِيَّةِ الرَّفِيعَةِ ، وَالْعَلَوِيَّةِ الْبَيْضَآءِ ، وَأَتَـوَجَّهُ إلَيْكَ بِهِمَا أَنْ تُعِيذَنِيْ مِنْ شَرِّ كَذَا وَكَذَا ، فَإنَّ ذَالِكَ لا يَضِيْقُ عَلَيْكَ فِي وُجْدِكَ ، وَلاَ يَتَكَأدُّكَ فِي قُدْرَتِكَ ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، فَهَبْ لِي يا إلهِي مِنْ رَحْمَتِكَ وَدَوَامِ تَوْفِيقِكَ ، مَا أَتَّخِذُهُ سُلَّماً أَعْرُجُ بِهِ إلى رِضْوَانِكَ ، وَآمَنُ بِهِ مِنْ عِقَابِكَ. يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.