(١) قوله عليه السلام : تعييني المذاهب
أعياه الأمر وأعيا عليه : إذا عجز عن تدبيره ولم يهتد لوجهه ، يتعدّي ولا يتعدّى.
قال الزمخشري في أساس البلاغة : عيّ بالأمر وتعيّأ به وتعايا ، وأعياه الأمر إذا لم يضبطه. وعايا صاحب معاياة ، إذا ألقى عليه كلاماً أو عملاً لا يهتدي لوجهه. وتقول : إيّاك ومسائل المعاياة فإنّها صعبة المعاناة. (١)
قال الجوهري في الصحاح : أعيا الرجل في المشي وأعياه الله ، كلاهما بالألف ، وأعيا عليه الأمر وتعيّا وتعايا بمعنى. (٢)
قلت : ومن هناك ما جعل العيّ إسماً للجهل. وفي الحديث : شفاء العيّ السؤال.
قال ابن الأثير في النهاية : العيّ الجهل ، وقد عيي به يعيا عيّاً. وعيّ بالإدغام والتشديد مثل غيّ. (٣) ومنه حديث الهدي «فأزحفت عليه بالطريق فعيّ بشأنها» أي : عجز عنها وأشكل عليه أمرها. ومنه حديث عليّ عليه السلام «فعلهم الداء العياء» هو الذي أعيا الأطبّاء ولم ينجع فيه الدواء. (٤)
وقال المطرّزي في المغرب : الاعياء التعب. والأصل فيه ما أوردناه ، فقد قال : العيّ العجز من باب ليس ، ثمّ قال : والاعياء التعب ، فمن توهّم أنه معنى فقد أخطأ ، وكان منشأ وهمه ما يحكى عن الكسائي أنّ سبب تعلّمه النحو أنّه جاء إلى قوم وقد أعيا ، فقال : قد عيّيت بالتشديد ، فقالوا : إن كنت أردت من انقطاع الحيلة فقد عييت بالتخفيف ، وإن كنت
__________________
١. أساس البلاغة : ص ٤٤٣.
٢. الصحاح : ٦ / ٣٤٤٣.
٣. في المصدر : عيي.
٤. نهاية ابن الأثير : ٣ / ٣٣٤.