بِالدُّعآءِ إلَى مِلَّتِكَ ، وَشَغَلَهَا بِالنُّصْحِ لِاَهْلِ دَعْوَتِكَ ، وَهَاجَرَ إلَى بِلاَدِ الْغُرْبَةِ ، وَمحَلِّ النَّأيِ عَنْ مَوْطِنِ رَحْلِهِ ، وَمَوْضِـعِ رِجْلِهِ ، وَمَسْقَطِ رَأسِهِ ، وَمَأنَسِ نَفْسِهِ ، إرَادَةً مِنْهُ لاعْزَازِ دِيْنِكَ ، واسْتِنْصَاراً عَلَى أَهْلِ الْكُفْرِ بِكَ ، حَتّى اسْتَتَبَّ لَهُ مَا حَاوَلَ فِي أَعْدَائِكَ ، وَاسْتَتَمَّ لَهُ مَا دَبَّرَ فِي أوْلِيآئِكَ ، فَنَهَدَ إلَيْهِمْ مُسْتَفْتِحاً بِعَوْنِكَ ، وَمُتَقَوِّياً عَلَى ضَعْفِهِ بِنَصْرِكَ ، فَغَزَاهُمْ فِي عُقْرِ دِيَارِهِمْ ، وَهَجَمَ عَلَيْهِمْ فِي بُحْبُوحَةِ قَرَارِهِمْ ، حَتّى ظَهَر أَمْرُكَ ، وَعَلَتْ كَلِمَتُكَ ، وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ. اللَهُمَّ فَارْفَعْهُ بِمَا كَدَحَ فِيكَ إلَى الدَّرَجَةِ الْعُلْيَا مِنْ جَنَّتِكَ ، حَتَّى لاَ يُسَاوَى فِي مَنْزِلَة ، وَلا يُكَاْفَأَ فِي مَرْتَبَة ، وَلاَ يُوَازِيَهُ لَدَيْكَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ، وَلا نبيٌّ مُرْسَلٌ ، وَعَرِّفْهُ فِي أهْلِهِ (٨) الطّاهِرِينَ ، وَاُمَّتِهِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ حُسْنِ الشَّفَاعَةِ أجَلَّ مَا وَعَدْتَهُ ، يَا نَافِذَ الْعِدَةِ ، (٩) يَا وَافِىَ الْقَوْلِ ، يَا مُبَدِّلَ السّيِّئات بِأضْعَافِهَا مِنَ الْحَسَنَاتِ ، إنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ. (١٠)