١ قوله عليه السلام : صلّى الله عليه وآله
بالجرّ على ما قد بلغنا بالضبط في النسخ المعوّل على صحّتها ، ورويناه بالنقل المتواتر في سائر العصور إلى عصرنا هذا ، وإسقاط إعادة الجارّ مع العطف على الضمير المجرور ، عن حريم اللهجة لا عن ساحة الطيّة ، للتنبيه على شدّة ارتباطهم واتّصالهم به ، وكمال دنوّهم وقربهم منه صلّى الله عليه وآله ، بحيث لا يصحّ أن يتخلّل هناك فاصل أصلاً ، كما في التنزيل الكريم في قوله سبحانه (تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ) (١) على الجرّ في قراءة حمزة ، وفي قول الشاعر على ما نقله في الكشّاف : (٢)
فاذهب فما بك والأيّام من عجب
وأمّا الرواية المشهورة في ذلك فيما يدور على الألسن ، فقد سمعناها مذاكرة من الشيوخ ولم يبلغنا بها أسناد معتبر في شيء من اُصول أصحابنا ومصنّفاتهم ، وما في حواشي جنّة الأمان للشيخ الكفعمي عن شيخنا الكراجكي (قدّس سرّه) في الجزء الثاني (٣) من كتابه كنز الفوائد : إنّي رأيت جماعة ينكرون على من يفرّق بين اسمّ النبيّ وآله عليه وعليهم السلام بـ«على» ويزعمون أنّهم يأثرون في النهي عن ذلك خبراً ، ولم أسمع خبراً يجب التعويل في هذا المعنى.
والصحيح عندي في ذلك هو ما دلّت عليه العربيّة من أنّ الإسم المضمر إذا كان مجروراً لم يحسن أن يعطف عليه إلّا بإعادة الجارّ ، تقول : مررت بك وبزيد ، ونزلت عليك وعلى
__________________
١. سورة النساء : ١.
٢. الكشّاف : ١ / ٤٩٣.
٣. في «ن» : الثالث.