الاجابة».
(٩) قوله عليه السلام : يا نافذ العدة
العدة : بالتخفيف الوعد ، والوعد والوعيد يستعملان في الخير والشرّ ، قالووا : في الخير الوعد والعدة ، وفي الشرّ الإيعاد والوعيد ، جمع العدة : عدات.
ونفذ السهم من الرمية بإعجام الذال ، ونفذ الكتاب إلى فلان نفاذاً ونفوذاً ، ورجل نافذ في أمره ، أي : ماضٍ ، وأمره نافذ أي : مطاع. ونفد في بصره بالدال المهملة أي : بلغني وجاوزني ، ومنه في الحديث عن ابن مسعود : «إنّكم مجموعون في صعيد واحد ينفدكم البصر».
قال أبو حاتم : أصحاب الحديث يروونه بالذال المعجمة ، وإنّما هو بالدال المهملة. أي : تبلغ أوّلهم وآخرهم حتّى يراهم الله كلّهم ويستوعبهم ، من نفد الشيء وأنفدته أنا ، ويقال : استنفد وسعه ، أي : استفرغه.
قيل : المراد ينفدهم بصر الرحمن حتّى يأتي عليهم كلّهم.
وقيل : أراد ينفدهم بصر الناظر لاستواء الصعيد.
قال ابن الأثير في النهاية : وحمل الحديث على بصر المبصر أولى من حمله على بصر الرحمن ؛ لأنّ الله تعالى يجمع الناس يوم القيامة في أرض يشهد جميع الخلائق فيها محاسبة العبد الواحد على انفراده ويرون ما يصير إليه. (١)
وبالجملة الذي يناسب العدة هو بالدال المهملة على ما في بعض النسخ ، وإن كان ما بالذال المعجمة ـ كما في أصل النسخة ـ له وجه وجيه أيضاً.
(١٠) قوله عليه السلام : إنّك ذو الفضل العظيم
العظيم في الأصل مرفوع ، وفي رواية «س» مجرور.
__________________
١. نهاية ابن الأثير : ٥ / ٩١.