في العالم كله.
الكتاب هو" كتاب الماء" ومؤلفه" أبو محمد عبد الله بن محمد الأزدي" .. فالكتاب ـ إذن ـ هو كتاب الماء .. وليس" مقالة في أن الماء لا يغذو". معجم في حوالي تسعمائة صفحة لا مقالة في بضع صفحات .. فهل تلك مقالة أخرى؟ أم هي مقدمة الكتاب مستلّة منه ومنسوخة على أنها مقالة في أن الماء لا يغدو؟ لست أدري.
كتاب الماء .. معجم طبيّ لغويّ رتّبه مؤلفه على حروف الألفباء .. وجعل موادّه خالصة للطب أحيانا ، وجامعة بين الطّبّ واللغة أحيانا أخرى ، وإن كان ـ في أحيان قليلة ـ تغلبه طبيعته اللغوية فيكتفي بذكر المعنى اللغوي للّفظ حين لا يجد له معنى طبّيّا خاصّا.
فالمؤلّف معنيّ بالطب ، لذا ينصرف الى ذكر الأمراض والعلاج وأسماء الأدوية وتركيبها ضمن الجذر اللغوي الذي اشتقّت منه أسماء تلك الأدواء والعلاجات والأدوية. كما كان معنيا جدا بذكر أسماء النباتات الطبية وخصائصها بضمن الجذر اللغوي الملائم لها ، بحيث يسهل على الطبيب والصيدلانيّ والباحث واللغوي وعالم النبات والمتخصص في تشريح الحيوانات وفسلجتها من الحصول على المعلومة التي يبتغي بكل يسر وسهولة وذلك بالعودة الى الجذر اللغوي الذي هو أصل لما يبحث عنه ، فإنه يجده هناك بما قد ينفعه ويرشده الى تلك المعلومة التي أرادها.
ولقد ذكر المؤلف في مقدمته أنّه لمّا رأى الخليل بن أحمد" وهو أزديّ أيضا" قد سمّى كتابه" العين" بأوّل حروف الكتاب فإنّه قد نَهَجَ نَهْجَ الخليل في تسمية الكتاب ، فأطلق عليه تسمية مأخوذة من أول أبوابه ، وهو باب الماء ،