غير تسلّحها بأكثر ما في تراثها من أصالة وعلمية وإنسانيّة.
وكان من فضل الله عليّ ، ومنذ أن تعرّفت على النّهضة العمانيّة الرائعة بقيادة جلالة السّلطان المعظّم قابوس بن سعيد ، حفظه الله ورعاه ..
ومنذ أن تعرّفت على الخليل بن أحمد الفراهيديّ الأزديّ ..
ومنذ أن أدركت أن العلوم العربية إنما انطلقت من هذه الأرض الطيبة .. أرض عمان المباركة ..
ومنذ أن اطلعت على كتب التراث العلمي العربي الأصيل وأدركت مدى حاجة الأمة اليه ..
أخذت نفسي بالبحث عن التراث العماني الضائع الذي لم يحظ من المفهرسين والمحققين بما يستحقه من عناية ودراسة وتحقيق ونشر.
وفي خلال البحث الدّائب عن هذا التّراث العماني ، تعرّفت على عالم عماني فذّ ، وعبقريّ مجهول لم يذكر عنه القدماء إلا أربعة أسطر .. اسمه ووفاته وأهم أبواب العلوم التي برّز فيها ..
ثمّ يتوقّف التّاريخ! أو كأنّه قد توقّف .. من غير أن يبذل أحد جهده في التّعرّف على آثار هذا الرّجل والبحث عن تآليفه وآثاره .. وتلك مأساة أصابت الأمة في أعز موروثاتها الثقافية الرصينة .. ففي الوقت الذي تسوّد فيه الصفحات التي تلفّ وتدور في أطر ضيقة ومكررة ومعادة وهي تراوح في مكانها منشغلة بالجناس والطباق ونظريات عوامل الإعراب التي ليس فيها أدنى نفع لهذه الأجيال المتقدمة باتجاه المستقبل .. تتناسى الأمة علماءها وعظماءها الذين ما زالت آثارهم تستطيع رفد مسيرتها وإعادتها الى مسارها الحضاري الذي كان لها يوما .. وليس هذا ضربا من التمنيات أو الأحلام ..