فقد أخطأ طريق الحق والخير ، وعدل عن الهدى إلى الضلال.
٧ ـ الإخبار عن النصارى أيضا أنهم نقضوا العهد والميثاق ، وأهملوا ما أمرهم به كتابهم ودينهم من أوامر ، وما نهاهم عنه من نواه ، ولم يؤمنوا بالنبي صلىاللهعليهوسلم الذي بشر به الإنجيل والتوراة من قبله ، وقد هددهم الله وأوعدهم بالجزاء السيء على ما صنعوا. والخلاصة : إن سبيل النصارى مثل سبيل اليهود في نقض المواثيق من عند الله.
ويحسن في النهاية إيراد التساؤلات الثلاثة التي أوردها الرازي في الآية وهي (١) :
السؤال الأول ـ لم أخّر الإيمان بالرسل عن إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة مع أنه مقدم عليه؟
الجواب ـ أن اليهود كانوا مقرين بأنه لا بد في حصول النجاة من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ، إلا أنهم كانوا مصرين على تكذيب بعض الرسل ، فذكر بعد إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة أنه لا بد من الإيمان بجميع الرسل حتى يحصل المقصود ، وإلا لم يكن لإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة تأثير في حصول النجاة بدون الإيمان بجميع الرسل.
والسؤال الثاني ـ ما معنى التعزير؟
الجواب ـ قال الزجاج : العزر في اللغة : الرد ، وتأويل عزرت فلانا ، أي فعلت به ما يرده عن القبيح ويزجره عنه ، ولهذا قال الأكثرون : معنى قوله (وَعَزَّرْتُمُوهُمْ) أي نصرتموهم ؛ وذلك لأن من نصر إنسانا فقد ردّ عنه أعداءه.
__________________
(١) التفسير الكبير : ١١ / ١٨٥ وما بعدها.