رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يؤتى بالرجل من أهل النار ، فيقال له : يا ابن آدم ، كيف وجدت مضجعك؟ فيقول : شر مضجع ، فيقال : هل تفتدي بقراب الأرض ذهبا؟ قال : فيقول : نعم يا رب ، فيقول الله تعالى : كذبت ، قد سألتك أقل من ذلك ، فلم تفعل ، فيؤمر به إلى النار».
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات إلى أن الناس صنفان : صنف المؤمنين الطائعين ، وهؤلاء هم المفلحون الناجون في الدنيا والآخرة ، وصنف الكافرين الجاحدين ألوهية الله وربوبيته ووحدانيته ، والمكذبين رسله ، وهؤلاء هم الخاسرون في الحقيقة في الدنيا والآخرة ، وإقامتهم دائمة في نار جهنم.
وهذا هو الفارق بين الإسلام وغيره من الأديان ، فاليهود يعتمدون على أمنيات كاذبة ومزاعم باطلة أنهم أبناء الله وأحباؤه ، وشعب الله المختار ، والنصارى يعتقدون أن المسيح فداء لهم بنفسه من الخطيئة والمعصية. أما المسلمون فيعتمدون على أن أساس الفلاح والنجاة في الآخرة : هو تزكية النفس بالفضائل ، والعمل الصالح.
والخلود ثابت للفريقين ، فالمؤمنون مخلدون في الجنة ، والكافرون مخلدون في النار. قال يزيد الفقير : قيل لجابر بن عبد الله رضياللهعنهما ، إنكم يا أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم تقولون : إن قوما يخرجون من النار ، والله تعالى يقول : (وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها) فقال جابر : إنكم تجعلون العامّ خاصا ، والخاص عامّا ، إنما هذا في الكفار خاصة ؛ فقرأت الآية كلها من أولها إلى آخرها ، فإذا هي في الكفار خاصة (١).
__________________
(١) تفسير القرطبي : ٦ / ١٥٩