أمته بإبلاغ الرسالة ، وأداء الأمانة ، واستنطقهم بذلك في أعظم المحافل في خطبته يوم حجة الوداع ، وقد كان هناك من أصحابه نحو من أربعين ألفا ، كما ثبت في صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال في خطبته يومئذ : «أيها الناس ، إنكم مسئولون عني ، فما أنتم قائلون؟» قالوا : نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت ، فجعل يرفع أصبعه إلى السماء وينكسها إليهم ويقول : «اللهم هل بلغت».
روى الإمام أحمد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم في حجة الوداع : «يا أيها الناس ، أي يوم هذا؟» قالوا : يوم حرام ، قال : «أي بلد هذا؟» قالوا : بلد حرام ، قال : «فأي شهر هذا؟» قالوا : شهر حرام ، قال : «فإن أموالكم ودماءكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا ، في بلدكم هذا ، في شهركم هذا» ثم أعادها مرارا ، ثم رفع أصبعه إلى السماء ، فقال : «اللهم هل بلغت» مرارا ، قال أحمد : يقول ابن عباس : والله لوصية إلى ربه عزوجل ، ثم قال : «ألا فليبلغ الشاهد الغائب ، لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض».
ثم أعلن الله لنبيه كفالته وضمانه بعصمته من الناس ، أي أنه يحميه من الفتك والقتل ولا يمكن الأعداء مما يريدون ، وقد حاول المشركون قتله وقرروا ذلك في دار الندوة بعد موت أبي طالب ، فعصمه الله وهاجر إلى المدينة ، وكذلك فعل اليهود بعد الهجرة ، والمراد العصمة من القتل ، فلا يعترض عليه بأنه تعرض لأذى المشركين في مكة ، وفي الطائف ، وبعد الهجرة يوم أحد حيث شج في وجهه ، وكسرت رباعيته صلوات الله عليه.
روى الترمذي وأبو الشيخ ابن حيان والحاكم وأبو نعيم والبيهقي عن بضعة رجال من الصحابة : «أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان يحرس في مكة قبل نزول هذه الآية ،