سبب النزول :
روى النسائي عن جابر قال : اشتكيت ، فدخل علي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقلت : يا رسول الله ، أوصي لأخواتي بالثلث؟ قال : أحسن ، قلت : بالشطر؟ قال : أحسن ، ثم خرج ، ثم دخل علي ، قال : لا أراك تموت في وجعك هذا ، إن الله أنزل وبيّن ما لأخواتك وهو الثلثان ، فكان جابر يقول : نزلت هذه الآية فيّ : (يَسْتَفْتُونَكَ ، قُلِ : اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ). قال الحافظ ابن حجر : هذه قصة أخرى لجابر غير التي تقدمت في أول السورة ، أي في الآية (١١).
وفي رواية : اشتكيت فدخل علي رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعندي سبع أخوات.
وأخرج ابن مردويه عن عمر أنه سأل النبي صلىاللهعليهوسلم ، كيف يورث الكلالة؟ فأنزل الله : (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ).
وروى أحمد والشيخان وأصحاب السنن عن جابر بن عبد الله قال : «دخل عليّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأنا مريض لا أعقل ، فتوضأ ، ثم صبّ علي فعقلت ، فقلت : إنه لا يرثني إلا كلالة ، فكيف الميراث؟ فنزلت آية الميراث ، يريد هذه الآية».
وروى الشيخان عن البراء : أنها آخر آية نزلت ، أي من الفرائض. قال الخطابي : أنزل الله في الكلالة آيتين : إحداهما ـ في الشتاء وهي التي في أول سورة النساء ، وفيها إجمال وإبهام لا يكاد يتبين المعنى من ظاهرها ، ثم أنزل الآية الأخرى في الصيف ، وهي التي في آخرها ، وفيها من زيادة البيان ما ليس في آية الشتاء ، فأحال السائل عليها ليتبين المراد بالكلالة المذكورة فيها. والآية الأولى تسمى آية الشتاء ، والآية الثانية تسمى آية الصيف.