أشكو إليك ، فما برحت حتى نزل جبريل بهؤلاء الآيات : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها) وهو أوس بن الصامت.
وأخرج الإمام أحمد والبخاري في كتاب التوحيد تعليقا عن عائشة قالت : «الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات ، لقد جاءت المجادلة إلى النبي صلىاللهعليهوسلم تكلمه وأنا في ناحية البيت ، ما أسمع ما تقول ، فأنزل الله عزوجل : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها ..) الآية».
وجاء في السنن كابن ماجه والبيهقي والمسانيد أن أوس بن الصامت قال لزوجته : خولة بنت ثعلبة بن مالك في شيء راجعته فيه : «أنت علي كظهر أمي» وكان الرجل في الجاهلية إذا قال لزوجته ذلك ، حرمت عليه ، فندم من ساعته ، فدعاها فأبت وقالت : والذي نفس خولة بيده لا تصل إلي ، وقد قلت ما قلت ، حتى يحكم الله ورسوله صلىاللهعليهوسلم ، فأتت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقالت : يا رسول الله ، إن أوسا تزوجني ، وأنا شابة مرغوب في ، فلما خلا سني ، ونثرت بطني (كثر ولدي) ، جعلني عليه كأمه ، وتركني إلى غير أحد ، فإن كنت تجد لي رخصة يا رسول الله تنعشني بها وإياه ، فحدثني بها.
فقال صلىاللهعليهوسلم : «ما أمرت في شأنك بشيء حتى الآن» وفي رواية : «ما أراك إلا قد حرمت عليه». قالت : ما ذكر طلاقا ، وجادلت رسول الله صلىاللهعليهوسلم مرارا. ثم قالت : اللهم إني أشكو إليك فاقتي وشدة حالي ، وروي أنها قالت : إن لي صبية صغارا ، إن ضممتهم إليه ضاعوا ، وإن ضممتهم إلي جاعوا ، وجعلت ترفع رأسها إلى السماء ، وتقول : اللهم إني أشكو إليك ، اللهم فأنزل على لسان نبيك. وما برحت حتى نزل القرآن فيها ، فقال صلىاللهعليهوسلم يا خولة أبشري ، قالت : خيرا ، فقرأ صلىاللهعليهوسلم عليها : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها ..) الآيات.