وظيفته التبليغ البيّن الواضح ، وعليكم ما حمّلتم من السمع والطاعة. قال الزهري : من الله الرسالة ، وعلى الرسول البلاغة ، وعلينا التسليم. ثم أمر تعالى بالتوكل عليه :
(اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ، وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) أي إن الله هو الإله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا إله غيره ولا رب سواه ، وهو المستحق للعبودية دون غيره ، فوحدوا الله وأخلصوا العمل لديه ، ولا تشركوا به شيئا ، وفوضوا أموركم إليه ، واعتمدوا عليه ، لا على غيره ، كما قال تعالى : (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ، لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ، فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً) [المزمل ٧٣ / ٩].
وهذا إرشاد للعباد في وجوب الاعتماد على الله ، والتوكل عليه ، وطلب العون الدائم منه.
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات إلى المبادئ التالية في العقيدة والتشريع :
١ ـ وجوب الرضا بالقضاء والقدر ، فإن كل ما يحدث في الكون ، وكل ما يصيب الإنسان من مصيبة في نفس أو مال أو قول أو فعل ، هو بعلم الله وقضائه.
٢ ـ من يصدّق ويعلم أنه لا يصيبه مصيبة إلا بإذن الله ، يهد قلبه للصبر والرضا والثبات على الإيمان ، فهو إن أعطي شكر ، وإن ابتلي صبر ، وإذا ظلم غفر ، والله بكل شيء عليم ، لا يخفى عليه تسليم من انقاد وسلّم لأمره ، ولا كراهة من كرهه.
وليست المصائب في الدنيا دليلا على عدم الرضا ، وليس النجاح فيها دليلا على الرضا.