بلغت نفسه هذه وأهوى بيده إلى حلقه تاب الله عليه.
وفي الكافي والعيّاشيّ ما يقرب منه وذكر الجمعة أيضاً وقال في آخره : من تاب قبل أن يعاين قبل الله تعالى توبته ، وفي رواية العامّة : من تاب قبل أن يغرغر بها تاب الله عليه.
وفي رواية : أن إبليس لما هبط قال وعزتك وعظمتك لا أُفارق ابن آدم حتّى يفارق روحه جسده فقال الله عزّ وجلّ سبحانه وعزتي وعظمتي لا أحجب التوبة عن عبدي حتى يغرغر بها.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام : إذا بلغت النفس هاهنا وأشار بيده إلى حلقه لم يكن للعالم توبة ثمّ قرأ هذه الآية.
وفيه والعيّاشيّ عن الباقر عليه السلام مثله وزاد : وكان للجاهل توبة.
أقول : لعلّ السبب في عدم التوبة من العالم في ذلك الوقت حصول يأسه من الحياة بأمارات الموت بخلاف الجاهل فانه لا ييأس إلّا عند معاينة الغيب ، قيل ومن لطف الله تعالى بالعباد ان امر قابض الأرواح بالابتداء في نزعها من أصابع الرجلين ثمّ يصعد شيئاً فشيئاً إلى أن يصل الى الصدر ثمّ ينتهي الى الحلق ليتمكن في هذه المهلة من الإقبال بالقلب على الله تعالى والوصية والتوبة ما لم يعاين والاستحلال وذكر الله فيخرج روحه وذكر الله على لسانه فيرجى بذلك حسن خاتمته رزقنا الله ذلك بمنه فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وعد بالوفاء بما وعد به وكتب على نفسه من قبول التوبة وَكانَ اللهُ عَلِيماً يعلم إخلاصهم في التوبة حَكِيماً لا يعاقب التائب.
(١٨) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ.
في الفقيه عن الصادق عليه السلام : انه سئل عن هذه الآية فقال ذلك إذا عاين امر الآخرة وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ سوّى بين من سوّف التوبة إلى حضور الموت من الفسقة والكفّار وبين من مات على الكفر في نفي التوبة للمبالغة في عدم الاعتداد بها في