المقدّمة الأولى
في نبذ ممّا جاء في الوصية بالتمسك بالقرآن وفي فضله
روى محمّد بن يعقوب الكليني طاب ثراه في الكافي بإسناده ، ومحمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره بإسناده عن الصادق عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم : أيها الناس إنكم في دار هدنة وأنتم على ظهر سفر والسير بكم سريع وقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر يبليان كل جديد ويقرّبان كل بعيد ويأتيان بكل موعود فأعدوا الجهاز لبعد المجاز. قال : فقام المقداد بن الأسود فقال يا رسول الله : وما دار الهدنة فقال (ص). دار بلاغ وانقطاع فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنّه شافع مشفّع ، وما حل مصدق ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار وهو الدليل يدلّ على خير سبيل وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل ، وهو الفصل وليس بالهزل وله ظهر وبطن ، فظاهره حكم وباطنه علم ظاهره أنيق وباطنه عميق له تخوم وعلى تخومه تخوم لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة.
وزاد في الكافي : فليجل جال بصره وليبلغ الصفة نظره ينج من عطب ويخلص من نشب فإن التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور ، فعليكم بحسن التخلص وقلة التربص.
أقول : ما حل أي يمحل بصاحبه إذا لم يتبع ما فيه ، أعني يسعى به إلى