سُورة البقرة
(مدنية كلها الّا آية واحدة منها ، وهي (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ) الآية وهي مائتان
وست وثمانون آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مضى تفسيرها.
(١) الم : في المعاني عن الصادق عليه السلام : الم هو حرف من حروف اسم الله الأعظم المقطّع في القرآن الذي يؤلفه النبيّ صلّى الله عليه وآله أو الامام فإذا دعا به أُجيب.
أقول : فيه دلالة على أن الحروف المقطّعات أسرار بين الله تعالى ورسوله ورموز لم يقصد بها إفهام غيره وغير الرّاسخين في العلم من ذرّيته والتخاطب بالحروف المفردة سنّة الأحباب في سنن (سنة خ ل) المحابّ فهو سرّ الحبيب مع الحبيب بحيث لا يطّلع عليه الرقيب :
بين المحبين سرّ ليس يفشيه |
|
قول ولا قلم للخلق يحكيه |
والدليل عليه أيضاً من القرآن قوله عزّ وجلّ : وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ ، إلى قوله : وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ.
ومن الحديث ما رواه العيّاشيّ عن أبي لبيد المخزومي قال : قال أبو جعفر عليه السلام : يا أبا لبيد إنّه يملك من ولد العباس إثنا عشر يقتل بعد الثامن منهم أربعة تصيب أحدهم الذبحة فتذبحه فئة قصيرة أعمارهم خبيثة سيرتهم منهم الفويسق الملقب بالهادي والناطق والغاوي يا أبا لبيد إن لي في حروف القرآن المقطعة لعلماً جمّاً إن الله تبارك وتعالى أنزل (الم) ذلِكَ الْكِتابُ فقام محمّد حتّى ظهر نوره وثبتت كلمته وولد يوم ولد وقد مضى من الألف