سورة النساء
مدنية كلها (١) وعدد آيها مائة وسبع وسبعون آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(١) يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ هي آدم على نبيّنا وعليه الصلاة والسلام وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها هي حواء.
القمّيّ برأها من أسفل أضلاعه وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً بنين وبنات كثيرة ورتب الامر بالتقوى على ذلك لما فيه من الدلالة على القدرة القاهرة التي من حقها أن تخشى والنعمة الظاهرة التي توجب طاعة مولاها.
العيّاشيّ عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : خلقت حواء من قصيري جنب آدم والقصير هو الضلع الأصغر فأبدل الله مكانه لحماً وفي رواية : خلقت حواء من جنب آدم وهو راقد.
وعن الصادق عليه السلام : أن الله خلق آدم من الماء والطين فهمة ابن آدم في الماء والطين وان الله خلق حواء من آدم فهمة النساء بالرجال فحصنوهن في البيوت.
وفي الفقيه والعلل عنه عليه السلام : أنه سئل عن خلق حواء وقيل له أن أناساً عندنا يقولون ان الله عزّ وجلّ خلق حواء من ضلع آدم اليسرى الأقصى قال سبحان الله تعالى عن ذلك علواً كبيراً ، يقول من يقول هذا ان الله تبارك وتعالى لم يكن له من القدرة ما يخلق لآدم زوجة من غير ضلعه ويجعل للمتكلم من أهل التشنيع سبيلاً إلى
__________________
(١) قيل : انها مدنية الا قوله إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ الآية ، وقوله : يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ في الكلالة الآية فإنهما نزلتا بمكّة «منه».