الْأَوَّلِينَ) العائشين تاريخ الرسالات قبلك ، فأنت وشيعتك من الآخرين ، (لَقَدْ أَرْسَلْنا) كما أرسلناك رسلا مبشرين ومنذرين ، بمختلف درجاتهم ودعواتهم.
والشيع جمع الشيعة ، جماعة مشايعة لآخرين ، عائشين حياة التبعية والهامشية (مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) (٣٠ : ٣٢) (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا) (١٩ : ٦٩).
والشيعة بين خيّرة هم شيعة الحق على بصيرة كما كان ابراهيم (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ) (٣٧ : ٨٣) وشرّيرة هم شيعة الباطل في تقليد قاحل جاهل ، و (شِيَعِ الْأَوَّلِينَ) تعني الآخرين ، حيث شايعوا حملة مشاعل المتاهة والضلالة وكانوا هم من محطات الرسالات لتخليصهم عن تقليدهم الأعمى في مشايعتهم رءوس الضلالة ، مهما حلقت الرسالات على سائر المكلفين من المتبوعين هنا ، ومن سائر المستضعفين الذين يفتشون عن الحق ، ام هم حائرون.
إلّا ان القصد هنا تنظير شيع الآخرين بشيع الأولين ، انهم شرع سواء في تصلّدهم على الباطل وتصلبهم القاحل.
ولماذا «شيع» هنا وفي الروم ، و «شيعة» في مريم ، أطلقت على شيعة الشر؟ لان الشيعة في إطلاقها تعني المشايعة المطلقة دونما حدّ ولا برهان ، وهذه باطلة وان كان في مشايعة الحق ، فان حقها ان تكون على بصيرة وبرهنة ، مهما كانت في استمراريتها مطلقة أمام المعصوم رسولا وإماما ، فانها بالنسبة لغير المعصوم مبرهنة على طول الخط ، وللمعصوم في بدايته ، ومن استمراره على بينة العصمة.
فالشيعة في إطلاقها دون قرينة تعني المشايعة المطلقة الفوضى ، وهي