أفليس هؤلاء الحكام الحماقى من مواليد الأناث ، فليئدوا أنفسهم لأنهم من مواليد الهون والعار ، ولم تكن الأنثى ـ فقط ـ مغبونة مهتوكة في المجتمع الجاهلي ، وانما هو الإنسانية جمعاء ، فالأنثى نفس إنسانية ولدت إنسانة من إنسانين وتلد أناسي كثيرا ، ومن ذكر وأنثى ، فإهانتها مهانة للعنصر الإنساني عن بكرته ، ووأدها وأد للإنسانية ، وإهدار لشطر شطير من حياتها.
وان تعجب فعجب من ناعقة الجاهلية المعاصرة ، اللامزة الهامزة بالعقيدة الاسلامية حول المرأة لماذا تحتجب ولا تشارك الرجال في الأعمال بحريّة مطلقة؟.
وذلك رفع لكرامتها ، ودفع لكل قزامة عنها ، وهم يعتبرونها سئول الحاجة الجنسية ، ولعبة الهوسات الحيوانية ..
(ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا) من بؤس البشرى (وَهُوَ كَظِيمٌ) في نفس الوقت عن بغضه ، فلولا كظمه لكان يموت فورا ، أو يغشى عليه ، ام يئد بنته فور البشرى.
(يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ) والقوم معه كلهم من مواليد ذلك السوء ، وهم يعبدون الملائكة البنات بزعمهم السوء! «يتوارى» مفكرا مترددا (أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ) واختجال من ذلك السوء الوبال (أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ) دسا لهونه في التراب «ألا» فانتبهوا أيها النبهاء (ساءَ ما يَحْكُمُونَ) في ثالوث حكمهم : على الله ، وعلى أنفسهم وعلى البنات.
(لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ٦٠.
(وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (٣٠ : ٢٧) آيتان تثبتان لله المثل الأعلى في الكون كله ، ثم ثالثة تحيل له ايّ مثل في الكون كله : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (٤٢ : ٨١) والمثل هو الشبيه والمثل هو الآية ، ولأنه لا مثيل له ، فلا تماثله آيته وقد فصلناهما في الشورى.