ان «في العرش تمثال جميع ما خلق الله من البر والبحر» (١) وهو عرش العلم والتكوين.
ومن خزائن كل شيء ملكوت كل شيء وناصيته ، فلا شيء منفصلا في كونه وكيانه عن ارادة الله.
(وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ وَما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ)(٢٢).
رياح لواقح تلقح سحابا الى سحاب سحبا ركاما : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ) (٢٤ : ٤٣) (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالاً سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ) (٧ : ٥٧) وهكذا نرى الرياح لواقح تأليفا بين منفصلات السحاب ، فإقلالا لها ثقالا (٢).
كما وانها تلقح الأشجار (٣) بعضها البعض عملية الفحولة ، من ذكر الى أنثى
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٧ في روضة الواعظين وروى جعفر بن محمد عن أبيه عن جده (عليه السلام) انه قال : في العرش ... وهذا تأويل قوله : وان من شيء الا عندنا خزائنه.
(٢) تفسير البرهان ٢ : ٣٢٨ عن الكافي بسند عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) حين سأله عن الرياح قال عز ذكره رياح رحمة لواقح وغير ذلك ينشرها بين يدي رحمته ، منها ما يهيج السحاب للمطر ومنها رياح تحبس السحاب ما بين السماء والأرض ورياح تعصر السحاب فتمطر بإذن الله.
(٣) نور الثقلين ٣ : ٧ في تفسير القمي قوله : وأرسلنا الرياح لواقح قال : التي تلقح الأشجار ، وفيه عن تفسير العياشي عن ابن وكيع عن رجل عن امير المؤمنين قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تسبوا الريح فانها بشر وانها نذر وانها لواقح فاسألوا الله من خيرها وتعوذوا من شرها.