وكما ان القرآن كتاب تدوين تشريع يحلق على كتاب التكوين ويجاوبه على أية حال ، كذلك اسماء سوره تحلق على كل الكائنات ، حية وميتة ، ظاهرة وباطنة ، ارضية وسماوية ، دنيوية واخروية إمّا هيه ، طبقا عن طبق ونسخة طبق الأصل ، حيث الكاتب لكلا الكتابين واحد هو الله الواحد القهار.
وتراها مكية كلّها ام مدنية كلها؟ جوّ السورة يلمح بمكيتها إلا آيات عدة ، كآيتي الهجرة (١) وآية التبديل (٢) والارتداد (٣) والمعاقبة (٤) أمّاهيه كاضرابها ، فهي مدنية لأقل تقدير بينها ، ولمحة اخرى انها مكية ومدنية نازلة قرب بعض ، وقد تكون من آية الهجرة الاولى مدنية وما قبلها مكية ، نازلة هي وتلك وراء بعض دونما فصل ، ام بفصل غير فاصل ، هذا ولكنما احتمال مكية آيتي الهجرة قائم إذ قد تعنيان الهجرة الاولى ، وآية التبديل والارتداد تعمان العهدين المكي والمدني ومكيتها أولى ، حيث الإكراه على الارتداد لم يكن إلّا فيها! وآية المعاقبة لا تختص حالة الحرب غير الموجودة في مكة ، فقد تعني المعاقبات الشخصية المناسبة جو مكة ، او الحربية بالنسبة للمدنية كضابطة شاملة للعهدين.
اجل مثل قوله تعالى (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ) لا تناسب
__________________
(١) «وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً ...» (٤١) «ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ثُمَّ جاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ» ١١٠.
(٢) «وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ» ١٠١.
(٣) «مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ ..» ١٠٦.
(٤) «وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ» ١٢٦.