بقرينة صالحة تقيد بمشايعة صالحة كما في ابراهيم وسائر الشيعة الصالحين.
فحياة التبعية المطلقة هي حياة الشيعة الشريرة ، وحياة التبعية المشروطة بالحق هي حياة الشيعة الخيّرة ، ثم حياة أرقى هي اللاتبعية إلّا وحي الله أو إلهامه كالمرسلين وسائر المعصومين.
(ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ)(١١).
ولقد كان من حالهم البئيسة التعيسة وجاه المرسلين (وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ) أيا كان (إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) دونما استثناء ، اللهم إلّا المؤمنين المتحرين عن إيمان ، المستقلين في عقولهم ، لا مستغلين ولا مستغلين ، الذين يشقون أمواج الفتن بسفن النجاة وليسوا اتباع كل ناعق ، بل يستضيئون بنور العلم ويلجئون الى ركن وثيق.
ف (شِيَعِ الْأَوَّلِينَ) ام الآخرين في التقليد الأعمى هم شرع سواء في حياة التبعية ، في تغافل العقول وتقافل القلوب وعمى البصائر وظلم السرائر ، فهم بطبيعة الحال يتبعون ـ وجاه المرسلين ـ كبرائهم المجرمين ، فهم الزاوية الوسطى من مثلث المحطات لهذه الرسالات ، حيث يشايعون طواغيتهم الماكرين دونما بصيرة ام تبصّر ، ثم الزاوية الثالثة هي المتقبلة لهذه الدعوات ، وقليل من الوسطاء البسطاء.
(كَذلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ) (١٢).
السلوك هو النفاذ في طريق وسواه ، وسلكه أنفذه ، مما يلمح بتعمّل في النفاذ ، مهما لم يكن السالك متعملا ، حيث المجال مجاله.
وترى ماذا (نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ)؟ اهو الذكر المنزّل؟ وهو بعيد مرجعا لضميره ، وليس سالكا في قلوب المجرمين وهم لا يكادون ليسمعوه (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) (٤١ : ٣٦) فكيف يسلك ـ إذا ـ في قلوبهم ولما يصل او يتجاوز آذانهم الى