يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٧٦) وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(٧٧)
(وَاللهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) ٦٥.
فحين تحيي ماء السماء الأرض بعد موتها رحمة من الرحمن ، فأراضي القلوب أحرى ان تحيى بمياه الوحي بعد موتها رحمة من الرحيم و (إِنَّ فِي ذلِكَ) المثل الأمثل «لآية» في اولوية مطلقة قطعية (لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) سمع الإنسان ، العارف حاجته الروحية انها أحرى من الجسدية ان تستجاب.
و «لآية» في اولوية الحياة الحساب بعد الموت من حياة التكليف اللّاحساب ، أفلا تدل حياة الأرض بعد موتها متواترة متكررة ، على امكانية حياة الإنسان بعد موته لمرة واحدة وهي أحق وأحرى؟ حيث الحياة الدنيوية التكليفية هي قضية فضل الله ، وحياة التكليف هي قضية عدله.
وكما ان موت الأرض له مرحلتان ، الموت الاوّل عن حياة ثم أحياها الله بأول ماء (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ) (٢٣ : ١٨).
ثم بعد الاوّل حيث تموت الأرض فصليا في كل سنة ثم تحيى بالماء ، ام تموت في فصل حياتها أحيانا في حالة الجدب ثم تحيى بالماء.
فكذلك إنسان الأرض وبأحرى ، إذ (كُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ..)