وأهم هذه النعم بعد التوحيد هي نعمة القرآن ونبي القرآن (١) : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (٢ : ١٤٦) ـ (... الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (٧ : ٢٠) ـ (وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكافِرِينَ) (٢ : ٨٩).
(وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً ثُمَّ لا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) ٨٤.
«امة» هنا هي المجتمع الذي يؤم قصدا واحدا ويؤمّونه ، إذا فهي امة كل رسول من اولي العزم ، الا ان «شهيدا» قد يكون جنسا يشمل عدة شهود لكل امة ، في زمن واحد ام تلو بعض ، كما في الرسل الفروع والائمة المعصومين ، وقد دلت على منصب الشهادة لهم على هامش الرسول (صلى الله عليه وآله) : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) (٢ : ١٤٣)(٢) ونزولا في خصوص علي (عليه السلام) : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (١٣ : ٤٣).
وهذه هي الشهادة على الأعمال يوم يقوم الاشهاد ، بما تلقوها عنهم
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ١٢٧ ـ اخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال : محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ولفظ ابن أبي حاتم قال : هذا حديث أبي جهل والأخنس حين سأل الأخنس أبا جهل عن محمد فقال : هو نبيّ.
(٢) المصدر في كتاب المناقب لابن شهر آشوب ابو حمزة الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) في الآية قال : نحن الشهود على هذه الامة ، وفيه عن المجمع عن الصادق (عليه السلام) قال : لكل زمان وامة امام تبعث كل امة مع امامها.