العربي المبين ، وهو القمة العليا من الفصاحة والبلاغة ، فالفاقد لشيء كيف يعطيه؟!
ثم (وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ) لا كسائر العربية حتى يتمكن الاعجمي المتضلع من تعليمه ، ام العربي الضالع من تدوينه بل هو «مبين» لمن يتبين ، انه ليس إلا من الله ، فأين ـ إذا ـ الاعجمي وهذا اللسان العربي المبين؟
ومن اعجب العجاب ان هؤلاء السبعة المتردد بينهم الذي يلحدون اليه ، كلهم عبيد اعجميون ، كانوا يتعلمون عند الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ام سواه ، ثم حماقي طغيان الإشراك ألحدوا اليه هذا العربي المبين ، فأين الثرى والثريا ، واين الأعجمي القحّ من عربي مبين؟
ولماذا هذه الدركة النازلة من حماقة الفرية على رسول القرآن ، وهم عارفون لغة القرآن ، وهم اخبر ممن سواهم بقيمة هذه القيّمة في قمة الفصاحة والبلاغة ، فلما ذا لم ينسبوه الى متضلع في العربية ، وهم على نخوتهم القومية لا يرتضون تقديم اعجمي على عربي في اللغة؟
هكذا يريد الله ان يفضحهم فيما بينهم وعلى مر الزمن ، انهم يلحدون القرآن الى عبد اعجمي ، وهم على نخوتهم وضخامة الفصاحة فيهم عاجزون عن ان يأتوا بسورة من مثله.
فاليوم وبعد ما تقدمت البشرية في فنون الفصاحة واذواق البلاغة لم تأت بما يسامي القرآن في آية منه وان في لفظه فضلا عن معناه ، وحتى الماديين الملحدين الذين لا يؤمنون بالله ، في روسيا الشيوعية ، عند ما أرادوا ان يطعنوا في هذا القرآن في مؤتمر المستشرقين عام ١٩٥٤ كانت دعواهم انه لا يمكن ان يكون من عمل شخص واحد ـ أيا كان ـ وهو محمد ، بل هو