الاستثناء في هذه الآية ولا ما يأتي في بيانه الّا أن يقال إنّ الامرة تأويل كما يستفاد ممّا يأتي نقلاً من العلل عند قوله تعالى أَنَّما يُرِيدُ اللهُ الآية وبالتّعميم في الآيتين يرتفع التخالف مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ صلة لأولي الأرحام اي أُولُوا الْأَرْحامِ بحقّ القرابة أولى بالامرة أو بالميراث مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بحقّ الدين والْمُهاجِرِينَ بحقّ الهجرة وان حملنا الآية على الميراث احتمل أيضاً أن يكون بياناً لأولي الأرحام إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً يعني به الوصيّة.
في الكافي عن الصادق عليه السلام : انّه سئل أيّ شيء للموالي فقال ليس لهم من الميراث إلّا ما قال الله عزّ وجلّ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً أي ما ذكر في الآيتين في اللّوح ثابت كذا قيل.
(٧) وَإِذْ أَخَذْنا مقدّر باذكر مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً القمّيّ قال وهذه الواو زيادة في قوله وَمِنْكَ انَّما هُوَ مِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ فأخذ الله عزّ وجلّ الميثاق لنفسه على الأنبياء ثمّ أخذ لنبيّه صلّى الله عليه وآله على الأنبياء والأئمّة عليهم السلام ثمّ أخذ للأنبياء على رسوله
(٨) لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ فعلنا ذلك ليسأل الله يوم القيامة الأنبياء الذين صدقوا عهدهم فيظهر صدقهم وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً أَلِيماً كأنّه قيل فأثاب المؤمنين وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ
(٩) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ يعني الأحزاب وهم قريش وغطفان ويهود قريظة والنضير فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً ريح الدبور وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها الملائكة وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً من حفر الخندق وقرئ بالياء يعني من التحزّب والمحاربة.
(١٠) إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ من على الوادي وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ من أسفل الوادي وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ مالت عن مستوى نظرها حيرة وشخوصاً وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ رعباً فانّ الريّة تنتفخ من شدّة الرّوع فترتفع بارتفاعها الى رأس الحنجرة وهي منتهى الحلقوم وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا الأنواع من الظنّ وقرئ بحذف الألف في