يوم بدر والخندق بل كفينا أمرهم بصيحة وَما كُنَّا مُنْزِلِينَ وما صحّ في حكمتنا ان ننزل إذ قدّرنا لكلّ شيء سبباً وجعلنا ذلك سبباً لانتصارك من قومك وقيل ما موصولة معطوفة على جُنْدٍ أي وَما كُنَّا مُنْزِلِينَ على من قبلهم من حجارة وريح وأمطار شديدة.
(٢٩) إِنْ كانَتْ ما كانت الأخذة إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً صاح بها جبرئيل عليه السلام فَإِذا هُمْ خامِدُونَ ميّتون شبّهوا بالنّار رمزاً الى انّ الحيّ كالنّار الساطع والميّت كرمادها.
(٣٠) يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ تعالى فهذا أوانك.
وفي الجوامع عن السجّاد عليه السلام : يا حَسْرَة الْعِبادِ على الإضافة إليهم لاختصاصها بهم من حيث إنّها موجّهة إليهم ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ فانّ المستهزئين بالناصحين المخلصين المنوط بنصحهم خير الدّارين أحقّاء بأن يتحسّروا ويتحسّر عليهم وقد تلهّف على حالهم الملائكة والمؤمنون من الثقلين.
(٣١) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ.
(٣٢) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ ان مخفّفة من الثّقيلة وما مزيدة للتّأكيد وقرئ لمّا بالتشديد بمعنى «الّا» فيكون «إن» نافية.
(٣٣) وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ وقرئ بالتشديد أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ قيل قدّم الصلة للدلالة على أنّ الحبّ معظم ما يؤكل ويعاش به.
(٣٤) وَجَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ.
(٣٥) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ ثمر ما ذكر وقرئ بضمّتين وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ ممّا يتّخذ منه كالعصير والدّبس ونحوهما وقرئ بلا هاء وقيل «ما» نافية أَفَلا يَشْكُرُونَ.
(٣٦) سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها الأنواع والأصناف مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ من النبات والشجر وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ الذكر والأنثى وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ وأزواجاً ممّا لا يطلعهم الله عليه.