(٦٧) وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ بتغيير صورهم وإبطال قواهم عَلى مَكانَتِهِمْ مكانهم بحيث يخمدون فيه.
القمّيّ يعني في الدنيا وقرئ مكاناتهم فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا ذهاباً وَلا يَرْجِعُونَ ولا رجوعاً أو لا يرجعون عن تكذيبهم.
(٦٨) وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نطل عمره نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ نقلّبه فيه فلا يزال يتزايد ضعفه وانتقاص بنيته وقواه عكس ما كان عليه بدو أمره وقرئ بالتخفيف أَفَلا يَعْقِلُونَ انّ من قدر على ذلك قدر على الطمس والمسخ فانّه مشتمل عليهما وزيادة غير أنّه على تدرّج وقرئ بالتاء.
(٦٩) وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ بتعليم القرآن يعني ليس ما أنزلنا عليه من صناعة الشعر في شيء اي ممّا يتوخّاه الشعراء من التخيّلات المرغّبة والمنفرّة ونحوهما ممّا لا حقيقة له ولا أصل وانّما هو تمويه محض موزوناً كان أو غير موزون وَما يَنْبَغِي لَهُ يعني هذه الصناعة.
القمّيّ قال : كانت قريش تقول انّ هذا الّذي يقول محمّد شعر فردّ الله عزّ وجلّ عليهم قال ولم يقل رسول الله صلّى الله عليه وآله شعراً قطّ.
أقولُ : كأنّ المراد انّه لم يقل كلاماً شعريّاً لا انّه لم يقل كلاماً موزوناً فانّ الشعر يطلق على المعنيين جميعاً ولهذا عدّوا القرآن شعراً مع أنّه ليس بمقفّى ولا موزون.
وقد ورد في الحديث : انّ من الشعر لحكمة يعني من الكلام الموزون وقد نقل عنه صلّى الله عليه وآله كلمات موزونة كقوله :
انا النبيّ «صلّى الله عليه وآله» لا كذب |
|
انا ابن عبد المطّلب |
وقوله :
هل أنت الّا إصبع دميت |
|
وفي سبيل الله ما لقيت |
وغير ذلك وما روته العامّة : انّه كان يتمثّل بالأبيات على غير وجهها لتصير غير موزونة لم يثبت فان صحّ فلعلّه انّما فعل ذلك لئلّا يتوهّموا انّه شاعر وانّ كلامه كلام شعريّ فانّ الوزن والقافية ليسا بنقص في الكلام ولو كانا نقصاً ما اتى بهما أمير المؤمنين عليه السلام وقد استفاض عنه الأبيات وكذا عن ساير الأئمّة وانّما النّقص في الكلام الشعريّ.