(٢٤) قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ الشركاء التي خلطوا أموالهم جمع خليط لَيَبْغِي ليتعدّى بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ وهم قليل ما مزيدة للإبهام والتعجّب من قلّتهم وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ امتحنّاه بتلك الحكومة هل تنبّه بها فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً ساجداً وَأَنابَ ورجع إلى الله بالتوبة.
(٢٥) فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ أي ما استغفر عنه وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى لقربة بعد المغفرة وَحُسْنَ مَآبٍ مرجع في الجنّة.
(٢٦) يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ قد سبق في سورة لقمان كلام في خلافة داود عليه السلام.
وفي العيون عن الرضا عليه السلام في حديث عصمة الأنبياء قال : وامّا داود فما يقول من قبلكم فيه فقيل يقولون إنّ داود عليه السلام كان يصلّي في محرابه إذ تصوّر له إبليس على صورة طير أحسن ما يكون من الطيور فقطع داود (ع) صلاته وقام ليأخذ الطير فخرج الطير الى الدار فخرج في أثره فطار الطير إلى السطح فصعد السطح في طلبه فسقط الطير في دار أوريا بن حيّان فاطّلع داود (ع) في أثر الطير فإذا بامرأة أوريا تغتسل فلمّا نظر إليها هواها وكان قد أخرج أوريا في بعض غزواته فكتب إلى صاحبه ان قدّم أوريا امام التابوت فقدّم فظفر أوريا بالمشركين فصعب ذلك على داود (ع) فكتب إليه ثانية ان قدّمه امام التابوت فقدّم فقتل أوريا فتزوّج داود (ع) بامرأته قال فضرب الرضا عليه السلام يده على جبهته وقال إنّا لله وإنّا إليه راجعون لقد نسبتم نبيّاً من أنبياء الله الى التهاون بصلاته حتّى خرج في أثر الطير ثمّ بالفاحشة ثمّ بالقتل فقيل يا ابن رسول الله فما كانت خطيئته فقال ويحك انّ داود (ع) انّما ظنّ انّه ما خلق الله عزّ وجلّ خلقاً هو أعلم منه فبعث الله عزّ وجلّ إليه الملكين ف تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ فقالا له خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكْفِلْنِيها وَعَزَّنِي فِي