(٢٢) فَدَعا رَبَّهُ بعد ما كذّبوه أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ قيل هو تعريض بالدّعاء عليهم بذكر ما استوجبوه به ولذلك سمّاه دعاء.
(٢٣) فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلاً أي أوحى الله إليه ان أسر إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ يتّبعكم فرعون وجنوده إذا علموا بخروجكم.
(٢٤) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً القمّيّ أي جانباً أو خذ على الطريق وقيل أي مفتوحاً ذا فجوة واسعة أو ساكناً على هيئته إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ.
(٢٥) كَمْ تَرَكُوا كثيراً تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ.
(٢٦) وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ محافل مزيّنة ومنازل حسنة.
(٢٧) وَنَعْمَةٍ وتنعّم كانُوا فِيها فاكِهِينَ متنعّمين.
القمّيّ قال النعمة في الأبدان فاكِهِينَ أي مفاكهين النّساء.
(٢٨) كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ.
(٢٩) فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ قيل مجاز عن عدم الاكتراث بهلاكهم والاعتداد بوجودهم.
القمّيّ عن أمير المؤمنين عليه السلام : انّه مرّ عليه رجل عدوّ لله ولرسوله فقال فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ ثمّ مرّ عليه الحسين عليه السلام ابنه فقال لكنّ هذا لتبكينّ عليه السماء والأرض وقال : وما بكت السماء والأرض الّا على يحيى بن زكريّا عليه السلام وعلى الحسين بن عليّ عليهما السلام.
وفي المجمع عن الصادق عليه السلام قال : بكت السماء على يحيى بن زكريّا وعلى الحسين بن عليّ عليهم السلام أربعين صباحاً ولم تبك الّا عليهما قيل فما بكاءهما قال كانت تطلع حمراء وتغيب حمراء.
وفي المناقب عنه عليه السلام قال : بكت السماء على الحسين عليه السلام أربعين يوماً بالدّم.