أقولُ : لعلّ المراد أن الاسرائيلي قال ذلك وكأنّه لمّا سمّا غويّاً ظنّ انّه يبطش به
والقمّيّ عن الباقر عليه السلام في حديثه السابق : فلمّا كان من الغد جاء آخر فتشبّث بذلك الرجل الذي يقول بقول موسى فاستغاث بموسى فلمّا نظر صاحبه الى موسى قال له أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي فخلّى عن صاحبه وهرب.
(٢٠) وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ يتشاورون بسببك وانّما سمّي التشاور ايتماراً لأنّ كلّا من المتشاورين يأمر الآخر ويأتمر لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ قيل هو مؤمن آل فرعون وكان ابن عمّ موسى
والقمّيّ في حديثه السابق : وكان خازن فرعون مؤمناً بموسى قد كتم إيمانه ستّمائة سنة وهو الذي قال الله عزّ وجلّ وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ قال وبلغ فرعون خبر قتل موسى الرجل فطلبه ليقتله فبعث المؤمن الى موسى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ الآية.
(٢١) فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ لحوق طالب قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ خلّصني منهم واحفظني من لحوقهم
القمّيّ في حديثه السابق قال : يلتفت يمينة ويسرة ويقول رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ قال ومرّ نحو مدين وكان بينه وبين مدين مسيرة ثلاثة أيّام.
(٢٢) وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قبالة مدين قرية شعيب قيل سمّيت باسم مدين بن إبراهيم ولم يكن في سلطان فرعون قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ.
في الإكمال في الحديث : السابق : فخرج من مصر بغير ظهر ولا دابّة ولا خادم تحفظه الأرض مرّة وترفعه اخرى حتّى انتهى إلى أرض مدين فانتهى الى أصل شجرة فنزل فإذا تحتها بئر.
(٢٣) وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ أي البئر وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ جماعة كثيرة مختلفين يَسْقُونَ مواشيهم وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ في مكان أسفل من مكانهم امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ تمنعان اغنامهما عن الماء لئلّا تختلط بأغنامهم قالَ ما خَطْبُكُما ما شأنكما تذودان قالَتا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ يصرف الرعاة مواشيهم عنا لماء حذراً عن مزاحمة الرجال وقرء يصدر بفتح الياء وضمّ الدّال اي ينصرف وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ كبير السنّ لا يستطيع ان يخرج للسّعي