الاستثناء المنقطع ، فإنهم أيضا ممن خلق هلوعا ، أجل (إِلَّا الْمُصَلِّينَ) ولكن لا كل المصلين ، فكثير منهم يهلعون كمن قبلهم من المذمومين ، وانما المصلين : (الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ ...) والذين هم على صلاتهم يحافظون. أولئك في جنات مكرمون :
إنما الصلاة تذكر ـ فيما يذكر هنا من الصفات المنجية ـ مرتين : أولا وآخرا ، مرة بدوامهم عليها ، وأخرى بحفاظهم عليها ، رعاية لها مرتين : في كمها وكيفها ، وهذه هي الصلاة التامة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر : (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ) وهي التي تدفع لعامة الخيرات ، وقد ذكر أهمها مع ما ذكر من ترك الفحشاء ، بين البدء والختم من ذكري الصلاة :
من الحفاظ على حق السائل والمحروم ، والتصديق بيوم الدين ، والإشفاق من عذاب الرب ، والحفاظ على الفروج ، وللأمانات والعهود ، والقيام بالشهادات : أركان سبعة للايمان تتوسط بين دوام الصلاة والحفاظ عليها ، فالسبعة هي الدين ، والصلاة هي عمود الدين! عمود في البداية وعمود في النهاية!.
ومن نظائر هذه الآيات ما في سورة المؤمنون (١) : وإليكم تعريفا بهذه الخصائل الثمان ، وعلها تفتح علينا أبواب الجنة الثمان :
١ ـ «الصلوة» : (الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ) : دواما عليها لأوقاتها ، لا دواما فيها فانه ليس فرضا ولا بالإمكان الدوام فيها ، وانما عليها ، مما يوحي بالسلطة الكاملة لهم لأداء الصلوات المفروضات في أوقاتها.
__________________
(١) قد أفلح المؤمنون. الذين هم في صلاتهم خاشعون. والذين هم عن اللغو معرضون. والذين هم للزكاة فاعلون. والذين هم لفروجهم حافظون ، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون. والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون. والذين هم على صلواتهم يحافظون. أولئك هم الوارثون. الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون (٢٣ : ١١) (تفسير الفرقان ـ ج ٢٩ ـ م ٩)