من لوازم التصديق بيوم الدين ، ولا يأمن عذاب الله إلا الكافرون :
(إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ) : لا واقعا ولا شعوريا ، لمن له الحساسية المرهفة ، والرقابة اليقظة ، والشعور بالتقصير في جنب الله ، والخوف من تقلب القلب وتفلته.
٥ ـ العفاف : (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ ، إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ، فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ) :
حفظ الفروج : (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) (٢٤ : ٣٠) والحفظ للفروج ، كما هنا وفي «المؤمنون» فحفظ الفرج عن ان ينظر اليه أو يلمس أو يفعل به ، والحفظ له عن أن يعمل به ما يرغب منه ويترقب له ، ومن التوليد وان كان دون لقاح ، كأن يؤخذ من نطفته فتزرق في رحم محرّم عليه : من المحارم ومن المحرمات ، إلا على أزواجهم أو ما ملكت ايمانهم.
فمن التعدي ألا يحفظ فرجه ولفرجه عمن وراء الأزواج والإماء ، في أي من رغبات الفرج أو ما يترقب منه إطلاقا ، كأن يسمح لزرق نطفته في أرحام غيرهن سواء لذوات البعل العقيمات أم للبنات العذارى أم محارمه ، فان الاستيلاد من أصول ما يرغب من الفروج ، دون اختصاص بالوطئ واللمس والنظر.
وآية التحريم أيضا تعم دلالة على التحريم : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ ...) (٤ : ٢٣) إذ إن المحرم منهن ليس ذواتهن ، وإنما ما يرغب منهن كنساء لا كأناسيّ ، إنما كنساء ، من النظر واللمس والوطء والاستيلاد ، بأية طريقة حصلت.
لا نجد إطلاقات في الكتاب والسنة تلمح الى حلية زرق النطفة ، فلا سند لتحليله ، وهنا إطلاقات تمنع كما هنا وفي آية التحريم ، والآيات التي تمنع عما وراء الأزواج وما ملكت الايمان ، والصور المتصورة من زرق النطفة كالتالية :