كما يروى عنه (ص) أيضا ، أسماء السور وأعدادها وآياتها وحروفها (٢).
وهل يا ترى بالإمكان أن ينزل القرآن نجوما ثم يجعل الله أمر الجمع والتأليف فوضى بعد الرسول (ص) وفي مختلف التأليف مختلف المعاني المسرودة فرادى ، المقصودة جملا! ولو صدقنا هذه الفوضى! فمن هذا الذي ألفه بعد الرسول (ص) وكيف أجمع المسلمون في جميع القرون على ما جمعه غير الرسول ، والمسلمون شتى والآراء شتى ، لحدّ لم يجمعوا على جميع ما أتى به الرسول ، فضلا عن سواه!.
وهل يا ترى ان الله ينهى رسوله عن أن يعجل بلفظه وعنده معناه وعن أن يجمعه وهو مهبط تنزيله بآياته ، وعن بيانه وهو الرسول! فيختصها الله بنفسه دون رسوله ، ثم يسمح لخلفائه غير المعصومين أو المعصومين ، أن يجمعوه ويؤلفوه؟
__________________
ـ فالسورة جماعة من الآيات مرتبة ، سواء نزلت سورة ام رتبت بعد النزول سورة ، والتحدي لا يخص ببعض القرآن ، حتى يقال : على المعني بسورة وعشر سور هي التي أنزلت سورا ، فانما يتحدى القرآن بكله «قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً».
(٢) كما عن سعيد بن المسيب عن علي بن أبي طالب (ع) انه قال : سألت النبي (ص) عن ثواب القرآن فاخبرني بثواب سورة سورة على نحو ما نزلت من السماء فأول ما نزل عليه بمكة «فاتحة الكتاب» ثم (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) ثم «ن» الى ان قال وأول ما نزل بالمدينة سورة البقرة ثم الأنفال ثم ـ الى قوله ـ ثم هل أتى ، ثم قال النبي (ص) : جميع سور القرآن مائة واربع عشرة سورة وجميع آيات القرآن ستة الاف آية ومائتا آية وست وثلاثون آية وجميع حروف القرآن ثلاثمائة الف حرف واحد وعشرون الف ومائتان وخمسون حرفا لا يرغب في تعلم القرآن الا السعداء ولا يتعهد قراءته الا أولياء الرحمن.(كتاب الإيضاح للاستاذ احمد الزاهد باسناده عن سعيد ابن المسيب عنه (ع)).