ثالوث الاستحالة بعيدا عن العقل والدين (١).
ومن ثم فآية الجمع والبيان يغنينا عن القيل والقال في «من جمع القرآن وكيف جمع»؟ وما قيمة الأحاديث المتناقضة في كيفية الجمع وشخصية الجامع (٢) المعارضة ـ لو دلت ـ لآية الجمع وبرهان العقل؟ وللأحاديث المتواترة أنه كان مجموعا زمن الرسول (ص) (٣).
وما مصحف الإمام علي عليه السلام الذي جمعه بعد النبي (ص) إلا نفس هذا القرآن في متنه ، وإنما رفضوه للتفسيرات والتأويلات التي أوردها عن النبي (ص) في هوامشه ، مما فضحت جموع المنافقين ، ولذلك رفضوه.
وما قصة جمع القرآن بعد النبي (ص) زمن الخلفاء ، إلا جمع المجموع زمن النبي ، المكتوب مفرقا ، فجمعوه في مصحف واحد ، لكيلا يضيع جمع النبي
__________________
(١) وهو : ١ ـ عدم امكانية هكذا جمع منسق بغير الوحي ٢ ـ واستحالة اجماع المسلمين على ما جمعه أحدهم ٣ ـ واستحالة إحالة الجمع الى غير الرسول مع ما نهي الرسول عنه.
(٢) فانها متناقضة في : زمن جمع القرآن ، زمن أبي بكر؟ أو عمر؟ أو عثمان؟ وفي من تصدى لجمعه : زيد بن ثابت؟ ام ابو بكر نفسه؟ ام زيد وعمر؟ وفي : هل بقي من الآيات ما لم يدون الى زمن عثمان : بين نفي واثبات! وفي : هل محى عثمان شيئا مما كان قبله؟ بين نافية ومثبتة! وفي : من اي مصدر جمع عثمان؟ اعتمد على مصحف أبي بكر؟ ام هو جمعه بشهادة شاهدين؟ او باخبار كل من سمع عن رسول الله؟ وفي : من الذي طلب من أبي بكر جمع القرآن؟ هل هو عمر؟ ام زيد؟ وفي : من جمع المصحف الامام ونشره في البلاد؟ هل هو عثمان؟ ام عمر؟ وفي : من عيّنه عثمان لكتابة القرآن؟ هل هو زيد وابن الزبير وسعيد وعبد الرحمان؟ ام زيد للكتابة وسعيد للإملاء؟ ام ثقيف للكتابة وهذيل للإملاء؟ او المملي أبي بن كعب وسعيد كان يعرب ما كتبه زيد؟
(٣) رواها جماعة كثيرة من محدثي الفريقين وأئمة الحديث.