غذاءه ، فأعصابه وخليّاته تتكوّن وتتقوى منها ، وهي كلها دخيلة في خلق المني ، ويا لها من اختلافات لونية وعنصرية في المفعول!.
ومشج ثان : خلق المني من مجموعة هذه الأعصاب ، ذكرا وأنثى ، فهو قطرة من بحر الكيان الانساني ككل ، طالما تكون خزانته الاحتياطية البيضتين ، والأصيلة صلب الرجل وترائب المرأة ، ودليلا حسيا على هذه الجمعية ارتخاء الأعصاب كلها ، بما يشدها ويمدها المركز الرئيسي : الصلب والترائب.
ومشج ثالث : خلط ماءي الذكر والأنثى : (خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ) (٨٦ : ٧) اعتبرا ماء واحدا لمكان المزج والمشج ، ولكي يخلق منهما إنسان واحد فيمشجان في الرحم : بيت الزوجية الثاني للزواج الثاني.
ومشج رابع : تزاوج النطفتين : ـ خلية الذكر وبويضة الأنثى ـ بعد خلط المائين ، فالبحران المنويان هنا يلتقيان ، بينهما برزخ لا يبغيان ، ثم تلتقي من كلّ دودة مع الأخرى في الآخر ، زواج بعد زواج عجيب (١).
ومشج خامس : هو تتمة عملية الزواج الأخير في بناء الإنسان الجديد : أن يمشج الشريكان ، كل ما عنده بما عند الآخر من عناصر التخطيط (الكروموزومات Chromosmes) وما فيها من الخلق المخلّقة (الجينات Qenes) التي خطتّها وخلقتها وسوّتها يد القدرة الإلهية بأقلام الإرث المنحدر عبر الأجيال من الجدود والآباء الى الأبناء ، فالوراثات المتداخلة الكامنة في النطفة ، الحاملة للصفات المميزة لجنس الإنسان أولا ، ولصفات الجنين العائلية أخرى ، هذه الوراثات هي الدور الخامس من النطفة الأمشاج.
__________________
(١) راجع ج ٣٠ ص ٣٦٢ ـ ٣٦٥ ، تجد فيه كيفية زواج النطفتين.