أسرائه في السعة عليهم» (١) وملك اليمين (٢) ، والغريم كما عن الرسول (ص) «غريمك أسيرك فأحسن الى أسيرك» (٣) هذا وكذلك ـ بالأحرى ـ كل من تعوله علميا وعقائديا.
كما وان المسكين واليتيم يعمان المسكنة واليتيم معنويا كما يعمان المادي سواء.
٣ ـ ومن أصول الإطعام أن يكون لوجه الله دون منّ ولا أذى (إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ ..) دون سائر الوجوه المادية والمعنوية : جزاء أو شكورا ، رحمة فائقة فائضة من قلوب رفيقة ندية على من لا يرجى خيرهم ، وإنما ابتغاء مرضاة الله ورجاء رحمة الله ، متجردة عن البواعث الارضية ، الى باعث سماوي فقط هو وجه الله : مرضاته ، لا ذاته ولا وجه الذات ، إذ لا وجه له كما لنا.
وهذه التجردية هي حجر الأساس في بناية الإنفاق على المحاويج ، وفي سبل الخير : الفردية والجماعية ، تضامنة اجتماعية عريقة على أساس التقوى وروح الحنان لبني الإنسان عامة ، وللصالحين خاصة ، تهذيبا لأرواح الباذلين ورفعها الى مستوى رفيع ، وحفاظا على كرامة وسيادة المبذول لهم ، وتعميما للبذل.
__________________
(١) أصول الكافي باسناده عن أبي الحسن (ع) قال : ينبغي للرجل أن يوسع على عياله لئلا يتمنوا موته وتلا هذه الآية (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ ...) قال : الأسير .. وعن الرسول (ص) اتقوا الله في النساء فإنهن عندكم أعوان (تفسير الرازي ج ٣٠ ص ٢٤٥).
(٢) تفسير الرازي ج ٣٠ ص ٢٤٥ روي مرفوعا من طريق الخدري عن النبي (ص) في الآية قال : مسكينا ، فقيرا ، ويتيما : لا أب له ، وأسيرا : المملوك المسجون.
(٣) تفسير روح المعاني للآلوسي ج ٢٩ ص ١٥٦.