كما العاصفات من المرسلات تدل بشدة مرورها وكسرها ومكسورها أن موانع نشر الموتى سوف تذل لديها بما أراد الله.
وكذلك الأمر في الناشرات نشرا ، فالفارقات فرقا ، فالملقيات ذكرا :
(إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ) : (إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ. وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ) (٦ : ٥١) (إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ) (٧ : ٥٢) فويل للمكذبين بيوم الدين ، رغم هذه الكثرة من الأدلة والبراهين.
(فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ) : طمس النجوم هو محو آثارها ، وذهاب ضوءها (١) وأنوارها ، وإزالتها عن الجهات التي كان يستدل بها ، ويهتدى بسمتها ، كالكتاب المطموس الذي أشكلت سطوره ، واستعجمت حروفه.
يوم الطامة الكبرى تطمس النجوم منكدرة ، والكواكب منتثرة ، كلآلي منظومة ، ينخرط سلكها فتتفرّق ، فتطمس عن كيانها كواكب ونجوما وعلامات هادية ورجوما ، ذاهبة في الفضاء بددا ، كما تذهب الذرة التي تنفلت من عقالها.
(وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ) : (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها وَزَيَّنَّاها وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ) (٥٠ : ٦) فالسماء غير ذات الفروج تصبح من ذوات الفروج ، ولحد كأن كلها أبواب وفروج : (وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً) (٧٨ : ١٩) فروجا بزوال نجومها وبروجها ، فانها شغلت كثيرا من أجواءها ، وفروجا بانشقاقها وانكشاطها في كافة أرجاءها (٢).
__________________
(١). تفسير القمي عن أبي جعفر الباقر (ع): فطمسها ذهاب ضوءها.
(٢). راجع سورة الانشقاق ج ٣٠ ص ٢٣٦ والانفطار ٣٠ ـ ١٨٤ والتكوير ٣٠ ـ ١٥٤.