نواحى الكرة الأرضية كأنها صخور هائلة مرتفعة فإن ثقلها قد يؤدى بالقشرة الأرضية أن تميد أو تتصدع ، لذلك جعل الله سبحانه وتعالى الجبال رواسى أى ذات جذور ممتدة داخل القشرة الأرضية إلى أعماق كبيرة تتناسب مع ارتفاعها (الجزء الأسفل من الجبل تحت سطح الأرض) أضعاف الجزء الموجود فوق سطح الأرض ، فالجبال كأنها أوتاد.
كما جعل كثافة هذه الارتفاعات والجذور أقل من كثافة القشرة الأرضية المحيطة بها ، كل ذلك حتى يتوزع الضغط على القشرة العميقة بحيث يكون متساويا فى جميع أنحائها فلا تميد أو تتصدع لأن التوزيع التماثلى للأثقال على سطح كروى يكاد لا يحدث تأثيرا يذكر.
وقد أثبت علم الجيولوجيا الحديث أن توزيع اليابس والماء على الأرض ووجود سلاسل الجبال عليها مما يحقق الوضع الذى عليه الأرض.
وقد ثبت أن الجبال الثقيلة دائما أسفلها مواد هشة خفيفة ، وأن تحت ماء المحيطات توجد المواد الثقيلة ، وبذلك تتوزع الأوزان على مختلف أجزاء الكرة الأرضية ، وهذا التوزيع الذى أساسه الجبال دائما قصد به حفظ توازن الكرة الأرضية ، ولما ارتفعت الجبال حدثت السهول والوديان والممرات بين الجبال وشواطئ البحار والمحيطات والهضاب ، وكانت سبلا وطرقا ، وصدق الله العظيم بقوله :
(وَجَعَلْنا فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنا فِيها فِجاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) (٣١) (الأنبياء)
(وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهاراً ..) (١٥) (النحل)
(خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ ..) (١٠) (لقمان)
فالجبال موزعة فى الأرض بشرط أن تتماثل الكتلة على جانبى محور دوران الأرض فلا تميد الأرض أو تضطرب.