وكانت هذه الكتلة ساخنة جدا تصل درجة حرارتها إلى بلايين الدرجات ، وقطرها حوالى ٣٠٠ كيلومتر ، وتسمى البيضة الكونية ، وأن هذه البيضة انفجرت عند نشأة الكون انفجارا هائلا فتكونت بذلك نوايا النجوم التى تبعثرت بسرعة عالية فى جميع الاتجاهات ، وتجمعت مجاميع من النجوم بالجاذبية فتكونت المجرات التى ما زالت تجرى فى الفضاء مبتعدة عن بعضها (تمدد الكون) وقد تحقق فعلا قياس تمدد الكون مما يؤيد نظرية الانفجار الكبير.
ويشير القرآن الكريم إلى نشأة الكون فى آيات كريمة تؤيد فكرة الدخان والانفجار وتمدد الكون فى قوله تعالى :
(ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ ..) (١١) (فصلت)
وقوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) (٣٠) (الأنبياء)
وقوله تعالى : (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) (٤٧) (الذاريات)
فالآية الأولى تشير إلى وجود كتلة غازية ذات ذرات أو جزيئات دخان ، فالدخان عموما يتكون من قوام غازى تعلق به جزيئات دقيقة ، والآية الثانية تشير إلى عملية الفتق للكتلة الفريدة الأولى التى كانت عناصرها ملتحمة (الرتق) ، والآية الثالثة تشير إلى اتساع الكون وتمدده.
مراحل خلق الكون :
يعطينا العلم معلومات عن العصر الذى وقعت فيه الأحداث المذكورة سابقا ، فعمر مجرتنا يقدر بحوالى ١٠ مليارات سنة ، ولحظة الانفجار الكبير مقدرة بحوالى ستة عشر مليار سنة.
وتكون النظام الشمسى الذى هو جزء من مجرتنا قد وقع بأكثر قليلا من ٥ مليار سنة ، ودراسة الإشعاع الذاتى الطبيعى للعناصر المشعة على أرضنا تقدر عمر الأرض ولحظة تكون الشمس بحوالى ٥ ، ٤ مليار سنة بتحديد تقريبى يقل عن ١٠٠