والتعبير القرآنى ستة أيام (أطوار) من الأحقاب الستة التى خلق الله فيها السماوات والأرض ، وقد ورد فى أطوار ستة فصلتها الآيات ٩ ، ١٠ ، ١١ ، ١٢ من سورة فصلت.
(قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ) (٩) (فصلت)
إشارة إلى طورى انفصال الأرض عن الشمس ، وتجمد القشرة الأرضية بالبرودة التدريجية.
وقوله تعالى فى (الآية ١٠) : (وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ) (١٠) (فصلت)
وهذه إشارة إلى طور ثالث يعبر عن تكوين الجبال الرسوبية على شواطئ البحار بقوله : (من فوقها) ، وهذا يستتبع خلق الأنهار التى تحمل الرواسب ، وتنشر البركات بمياهها اللازمة للحياة بجميع أشكالها إذ لا بركة بلا ماء ولا أنهار بقوله تعالى (وبارك فيها).
أما النوع الآخر من الجبال التى تمتد جذورها فى القشرة الأرضية فقد تكون مع القشرة الأرضية أثناء برودتها فى الطور الثانى بدلالة جمع الأطوار كلها معا فى قوله تعالى (فى أربعة أيام) إشارة إلى الاتصال والتداخل ، وبهذا فإن مجموع الأطوار أربعة آخرها تقدير الأقوات على الأرض (وقدر فيها أقواتها) (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ) (١١) (فصلت)
ولفظ ثم يعنى زيادة على ذلك لأن السموات والأرض طبقا للآية (كانتا رتقا) ولهذا يمكن اعتبار فترات خلق السموات مصاحبة لخلق الأرض وخاصة أن القرآن لا يحدد ترتيبا فى خلقهما.
(فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (١٢) (فصلت)