المنزل وتخرج امرأته وابنه كنعان بقوله (مُؤْمِناً) وقيل يمكن أنه لم يجزم بخروج كنعان إلا بعد ما قيل له أنه ليس من أهلك (وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) أي من كل أمة إلى يوم القيامة وهو تعميم بعد التخصيص واستغفر ربه عزوجل إظهارا لمزيد الافتقار إليه سبحانه وحبا للمستغفر لهم من والديه والمؤمنين وقيل إنه استغفر لما دعا على الكافرين لأنه انتقام منهم ولا يخفى أن السياق يأباه وكذا قوله (وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَباراً) أي هلاكا وقال مجاهد خسارا والأول أظهر وقد دعا عليهالسلام دعوتين دعوة على الكافرين ودعوة للمؤمنين وحيث استجيبت له الأولى فلا يبعد أن تستجاب له الثانية والله تعالى أكرم الأكرمين ومعظم آيات هذه السورة الكريمة وغيرها نص في أن القوم كفرة هالكون يوم القيامة فالحكم بنجاتهم كما يقتضيه كلام الشيخ الأكبر قدسسره في فصوصه مما يبرأ إلى الله تعالى منه كزعم أن نوحا عليهالسلام لم يدعهم على وجه يقتضي إيمانهم مع قوله سبحانه (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ) [الأنعام : ١٢٤] وقصارى ما أقول رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات.