عمر اعطاها المختار لقاتله ، وأخذ سيفه الفلافس النهشلي من بني دارم ، وقيل جميع بن الخلق الأودي ، وقيل الأسود بن حنظلة التميمي ، وأخذ القوس والحلل الرجيل بن خيثمة الجعفي ، وأخذ خاتمه بجدل بن سليم الكلبي وقطع أصبعه مع الخاتم ، وهذا أخذه المختار فقطع يديه ورجليه وتركه يتشحط في دمه حتى هلك ، ومال الناس على الفرش (الورس خ ل) والحلل والإبل فانتهبوها وانتهبوا رحله وثقله وسلبوا نساءه ، ونحرت الإبل التي كانت مع الحسين عليهالسلام فلم يؤكل لحمها لأنه كان أمرّ من الصبر ، وروي انه لما جعل اللحم في القدر صار نارا.
وكان مع الحسين عليهالسلام ورس وطيب فاقتسموه فلما صاروا الى بيوتهم صار دما. وعن مشائخ من طيء انهم قالوا : وجد شمر بن ذي الجوشن في رحل الحسين عليهالسلام ذهبا فدفع بعضه الى ابنته فدفعته الى صائغ يصوغ منه حليا فلما ادخله النار صار نحاسا وقيل نارا ، وما تطيبت امرأة من ذلك الطيب الا برصت. قال حميد بن مسلم : رأيت امرأة من بكر بن وائل كانت مع زوجها في أصحاب عمر بن سعد ، فلما رأت القوم قد اقتحموا على نساء الحسين عليهالسلام في فسطاطهن وهم يسلبونهن أخذت سيفا واقبلت نحو الفسطاط وقالت : يا آل بكر بن وائل أتسلب بنات رسول الله لا حكم الا لله يا لثارات رسول الله ، فأخذها زوجها وردها الى رحله.
وانتهوا الى علي بن الحسين زين العابدين عليهالسلام وهو منبسط على فراش وهو شديد المرض وكان مريضا بالذرب أي الإسهال وقد أشرف على الموت ومع شمر جماعة من الرجالة ، فقالوا له : الا نقتل هذا العليل ، فأراد شمر قتله فقال له حميد بن مسلم : سبحان الله أتقتل الصبيان إنما هو صبي وانه لما به فلم يزل يدفعهم عنه حتى جاء عمر بن سعد فصاح النساء في وجهه وبكين ، فقال لأصحابه : لا يدخل أحد منكم بيوت هؤلاء ولا تتعرضوا