لهذا الغلام المريض ومن أخذ من متاعهن شيئا فليرده فلم يرد أحد شيئا. وفي رواية انهم اشعلوا النار في الفسطاط فخرجن منه النساء باكيات مسلبات.
ونادى عمر بن سعد في أصحابه من ينتدب للحسين فيوطىء الخيل ظهره وصدره ، فانتدب منهم عشرة وهم إسحاق بن حوية (حيوة خ ل) الذي سلب قميص الحسين عليهالسلام ، والأخنس بن مرثد الذي سلب عمامة الحسين عليهالسلام ، وحكيم بن الطفيل الذي اشترك في قتل العباس عليهالسلام ، وعمرو بن صبيح الصيداوي الذي رمى عبد الله بن مسلم بسهم فسمر يده في جبهته ، ورجاء بن منقذ العبدي ، وسالم بن خيثمة الجعفي ، وصالح بن وهب الجعفي ، وواحظ بن غانم ، وهاني بن ثبيت الحضرمي الذي قتل جماعة من الطالبيين كما مر ، وأسيد بن مالك فداسوا الحسين عليهالسلام بحوافر خيلهم حتى رضوا ظهره وصدره ، وجاء هؤلاء العشرة حتى وقفوا على ابن زياد فقال أسيد بن مالك أحدهم :
نحن رضضنا الصدر بعد الظهر |
|
بكل يعبوب شديد الأسر |
فقال ابن زياد : من أنتم؟ فقالوا : نحن الذين وطأنا بخيولنا ظهر الحسين عليهالسلام حتى طحنا جناجن صدره ، فأمر لهم بجائزة يسيرة.
قال أبو عمرو الزاهد : فنظرنا في هؤلاء العشرة فوجدناهم جميعا أولاد زنا ، وهؤلاء اخذهم المختار فشد أيديهم وأرجلهم بسكك الحديد وأوطأ الخيل ظهورهم حتى هلكوا ، وفي خبر ان أحدهم وهو الأخنس كان واقفا بعد ذلك في قتال فجاء سهم لم يعرف راميه ففلق قلبه فهلك ، وسرح عمر بن سعد من يومه ذلك وهو يوم عاشوراء برأس الحسين عليهالسلام مع خولي بن يزيد الأصبحي وحميد بن مسلم الأزدي الى عبيد الله بن زياد.